جدل التاريخ والمُتخيل: العلاقة بين شيوخ الصوفية وسلاطين الدولة المملوكية

محمد يسري أبو هدور : باحث مصري، من مواليد ١٩٨٣، متخصص في التاريخ الإسلامي والحركات السياسية والمذهبية، جامعة الإسكندرية

ملخص: تزامن تأسيس الدولة المملوكية في مصر والشام، مع السقوط المدوي للخلافة العباسية على يد المغول في 656ه/ 1258م، الأمر الذي ساعد في ظهور الصوفية كسلطة روحية بديلة لسلطة الخلافة السنية.

أحمد البدوي، وإبراهيم الدسوقي، وعطاء الله السكندري، وأبو السعود الجارحي، وغيرهم كانوا من بين الأولياء الصوفية الذين منحتهم الثقافة الشعبية الجمعية مكانة مهمة ومقاماً معتبراً، إذ اعتقد العامة في كراماتهم ومعجزاتهم، ولجأوا إليهم فراراً من حالة التضييق والظلم والاستبداد الذي مارسته السلطة المملوكية بحقهم، وظهر ذلك التنافس بين السلطة الزمنية المملوكية والسلطة الروحية الصوفية جلياً واضحاً في مدونات الثقافة الشعبية، والتي أبرزت تفوق الأولياء على الأمراء بشتى الوسائل والسبل.

تتمثل إشكالية الورقة في رصد وتحليل القصص والسرديات الصوفية المتخيلة التي تحدثت عن المواجهة بين الأولياء والسلاطين، وما يتصل بذلك من ملاحظات على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة في مصر والشام في العصر المملوكي.

ستعتمد الورقة منهجاً تحليلياً يعمل على المقارنة بين النصوص التاريخية الرسمية من جهة والسرديات المُتخيلة التي وردت في المدونات الصوفية من جهة أخرى.

من المتوقع أن ترجع الورقة لمجموعة كبيرة من المصادر والمراجع، ومن أهمها المصادر التاريخية الأهم للعصر المملوكي، ومنها على سبيل المثال، البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي المتوفى 774ه، وكتابات تقي الدين المقريزي المتوفى 845ه، وكتاب النجوم الزاهرة لابن تغري بردي المتوفى 874ه. كما سترجع الورقة للمدونات الصوفية الأشهر، كالطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني المتوفى 973ه، وكتابات محمد عبد الرءوف المناوي المتوفى 1031ه، وغير ذلك من السيّر الصوفية ذائعة الصيت.