النوادروالاعاجيب في وصف المؤرخين للاوبئة ما بين 833ه – 854ه. دراسة تحليلية

حسن عبد الوهاب حسين سليم: استاذ تاريخ العصور الوسطي كلية الآداب قسم التاريخ جامعة الإسكندرية. 

ملخص: كتب ابن تغري بردي :ولقد شاهدت في هذه الأيام اعاجيب منها أنني أدركت الوباء في هذه السنوات، وكان وباء عام 833ه مهولا الي الغاية بحيث انه مات فيه في اليوم الواحد من الخلايق ما ينيف علي عشرة آلاف نفر ومع ذلك كنت أجد اذاك بالمتنزهات و الشوارع من العامة يضحكون ويهزلون……. مع عظم الوباء وسرعة الموت بخلاف هذه الأيام فكنت لا تري من الناس الا باكيا او متضرعا أو مهموما بكثرة عياله ولا تري جماعة منه بمكان إلا وكلامهم غالبا في القمح والدقيق والخبز فكان من دأب الناس في هذه الايام. ويقصد عام 854ه.

انطلاقاً من هذه الملاحظة يتناول الباحث النوادر الغريبة والاعاجيب التي حدثت في الأوبئة من خلال نصوص ابن تغري بردي و المقريزي  و ابن حجر العسقلاني والعيني والسخاوي وغرس الدين شاهين إضافة الي المؤرخين اللاحقين مثل الصيرفي و و أبن اياس.

وتوزعت هذه النوادر في تلك النصوص ما بين توقيت الوباء ومدته وأعداد الوفيات وتوقع حدوثه وتأثيره علي مختلف طبقات المجتمع ورد الفعل من جانبهم والفتاوي الخاصة بكيفية مواجهته وآراء المؤرخين حولها. وكان لابن تغري بردي النصيب الاكبر في هذه النوادر سواء ما يتعلق بالمجتمع عامة او ما يتعلق به وبوالده علي المستوي الشخصي.

لا شك ان تحليل هذه النصوص لما حدث زمن هذه الاوبئة سوف يعكس دور المؤرخين ويقدم تفاصيل لصورة المجتمع في تلك الفترة الهامة من التاريخ المملوكي وما يمكن ان نستفيد منه في تلك المرحلة التي نمر بها من انتشار وباء كورونا في عصرنا الحالي.