الحديث عن البربر في كتاب البيان للمقريزي : بحث في الأسباب والأهداف

الحسن الضعيف زميل باحث في جامعة ليون ٢ / (Ciham (CNRS و مؤلف :

(Un document juridique mamelouk Anlisl. (2013) and La barā’a: réflexions sur la fonction et l’évolution de la structure de la quittance” AnIsl. (2017

 

ملخص: إنه لمن دواعي الاستغراب التي تفتح المجال واسعا للاستفسار، أن يخصص المقريزي في كتابه “البيان والإعراب عن ما في أرض مصر من الأعراب” ما يناهز أربع صفحات متتالية من مخطوطته المبيَّضَة (أي ما يعادل عشر صفحات من الكتاب المحقَّق) ليتناول فيها ليس قبائل البربر المتواجدة بمصر فحسب، بل والمنتشرة منها في كل بقاع شمال إفريقيا الحالي، علما أن موضوع الكتاب كما ينص على ذلك عنوانه هو الأَعْراب الذين نزلوا بمصر. 

تتوخى مداخلتنا هذه تسليط بعض الأضواء على الأسباب الكامنة وراء هذا الاهتمام بالبربر وتاريخهم وكبار رجالهم وشيء من عاداتهم وأصولهم الإثنية، كما ترغب أيضا في الكشف عن طبيعة الصلة التي من خلالها يربط المقريزي العرب بالبربر في تاريخهم المشترك، مع الأخذ بعين الاعتبار دور المصادر العربية التي اعتمدها الكاتب بشكل عام، وخاصة منها تاريخ ابن خلدون وكتابات ابن حزم للتأكد من مدى بالغ أثرها في هذا الاعتناء بالبربر. وليس يفوتنا أخيرا أن نتساءل عن مدارك المقريزي العلمية ونصيب ثقافات البربر ولغاتهم فيها، انطلاقا من الجهد الذي بذله في تشكيل أساميهم وأسامي بلدانهم بغية التدقيق في كيفية النطق الصحيح بها، هذا دون إغفال أن تكون هناك دواع أخرى لهذا الاهتمام المستحِقِّ لنعت المفرِط.